عند دخول العامل إلى سوق العمل في الإمارات العربية المتحدة، يواجه تحديات عديدة تتعلق بسياسات العمل وأحكامه. ومن بين هذه السياسات، تأتي “عقد العمل تحت التجربة” كأحد العناصر الأساسية في علاقة العمل بين الموظف وصاحب العمل. في هذا المقال، سنتناول مفهوم عقد العمل تحت التجربة وفقًا لقانون العمل الإماراتي، مميزاته، وواجبات كلا الطرفين، بالإضافة إلى كيفية تجنب المشاكل المحتملة.

مفهوم عقد العمل تحت التجربة

يعرّف عقد العمل تحت التجربة بأنه عقد يبرم بين صاحب العمل والعامل لفترة معينة، يتم خلالها تقييم أداء العامل وملاءمته للوظيفة. تهدف هذه الفترة لاختبار فعالية العامل وكفاءته في تنفيذ المهام الموكلة إليه، مما يمنح صاحب العمل فرصة لاتخاذ قرار مستنير بشأن استمرارية العقد بعد انتهاء فترة التجربة.

أحكام قانون العمل الإماراتي

يتضمن قانون العمل الإماراتي نصوصًا واضحة تتعلق بعقد العمل تحت التجربة. تحدد المادة 37 من قانون العمل في الإمارات المدة التي يمكن خلالها أن يكون العامل تحت التجربة، والتي قد تصل إلى ستة أشهر. يمكن أن تتراوح مدة التجربة وفقًا لطبيعة الوظيفة ومجال العمل، ولكن لا يُسمح بتمديد الفترة دون مبرر وجيه.تجدر الإشارة إلى أن عقد العمل تحت التجربة يجب أن يتضمن كافة الشروط المتعلقة بالعمل، مثل الأجر، وساعات العمل، والإجازات، وغيرها من الحقوق والواجبات للعامل وصاحب العمل. في هذه المرحلة، يُعتبر العامل خاضعًا لنفس قوانين العمل المطبقة على باقي الموظفين، مما يعني أنه يحق له الاستفادة من الحقوق الأساسية.

حقوق العامل خلال فترة التجربة

يتمتع العامل خلال فترة التجربة بعدد من الحقوق التي يجب على صاحب العمل احترامها. أولًا، يجب أن يتقاضى العامل أجره المتفق عليه في العقد دون أي نقص. ثانيًا، يحق للعامل الحصول على إجازة مرضية أو إجازات سنوية وفقًا لما ينص عليه قانون العمل. أخيرًا، يُعتبر العامل محميًا من الفصل التعسفي أو التمييز بسبب الجنسية أو الجنس أو العمر، وهذا يتماشى مع تعاليم قانون العمل الإماراتي.

واجبات العامل وصاحب العمل

بالنسبة للعامل، يُعتبر الالتزام بالتحصيل الأكاديمي والمعرفي وتحسين الأداء المهني واجبًا أساسيًا خلال فترة التجربة. يجب على العامل إثبات جدارته وقدرته على تلبية متطلبات الوظيفة، وذلك من خلال الالتزام بالمواعيد، وإظهار الدافعية، والقدرة على العمل ضمن فريق.أما بالنسبة لصاحب العمل، فعليه تقديم بيئة عمل مناسبة وداعمة للعامل خلال فترة التجربة. يتوجب على صاحب العمل توضيح التوقعات، وتقديم التغذية الراجعة المستمرة بشأن أداء العامل، مما يؤكد على أهمية التواصل الفعال بين الطرفين. يجب أن يتم تقديم مساعدة للعامل في فهم موقفه، مما يعزز من فرص نجاح التجربة.

الفصل أثناء فترة التجربة

يحق لصاحب العمل فصل العامل خلال فترة التجربة إذا لم يتناسب أداؤه مع المتطلبات المحددة مسبقًا. ومع ذلك، يجب على صاحب العمل الالتزام بإجراءات الفصل المرسومة بقانون العمل الإماراتي. يجب عليه توضيح أسباب الفصل وتوفير شهادة خبرة قصيرة توضح فترات العمل والمهام التي تم تنفيذها.

كيفية تجنب المشاكل القانونية

من الضروري أن يتم توقيع عقد العمل المكتوب الذي يحدد جميع الشروط والأحكام بشكل واضح قبل بدء العمل. يُنصح بأن يقرأ كل من الطرفين العقد بعناية ويتأكد من فهم كافة النقاط. هذه الخطوة ستساعد في تجنب أي لبس أو خلافات مستقبلية. يجب أيضًا على أصحاب العمل التواصل بشكل مفتوح مع العامل حول أدائه واحتياجاته، مما يسهل فهم كل طرف لدوره ومسؤولياته. في حالة ظهور أي مشكلة، يفضل التعامل معها بسرعة وشفافية، مما يعزز من الثقة بين الطرفين.

الخاتمة

ختامًا، يمثل عقد العمل تحت التجربة جزءًا هامًا من سوق العمل في الإمارات العربية المتحدة. يوفر هذا العقد الفرصة الفريدة لكل من العامل وصاحب العمل لتقييم العلاقة بشكل دقيق. من خلال الالتزام بالقوانين والأحكام المرتبطة بهذا النوع من العقود، يمكن لكل من الطرفين ضمان تجربة ناجحة تعزز من فرص النمو والتطور المهني.إذا كنت بصدد دخول سوق العمل في الإمارات أو كنت صاحب عمل، تأكد من فهم كافة جوانب عقد العمل تحت التجربة، وبهذا ستحقق النجاح والارتياح للطرفين. باتباع الإرشادات والالتزام بالمعايير القانونية، يمكنك أن تجعل من فترة التجربة مناسبة لك وللجميع.

قد يهمك:

عقوبة العمل بتأشيرة زيارة في الإمارات – محامي إماراتي

حقوق العامل في حالة الفصل التعسفي في الإمارات

حكم تعويض عن إصابة عمل في الإمارات – محامي إماراتي

الفصل التعسفي في العقد محدد المدة في الإمارات – محامي إماراتي

أفضل محامي قضايا عمالية في أبوظبي – محامي عمالي الإمارات